ما الصندوق الأسود ، الذى تحمله طائرة تجسس مجهولة ؟ من ذلك الرجل ، الذى يطلق عليه رجال المخابرات ، اسم ( الكوبرا ) ؟ تُرَى .. أينجح ( أدهم صبرى ) فى الحصول على الصندوق الأسود ، أم يسقط ضحية لسم الكوبرا ؟
---------------
الفصل الأول
---------------
١ الصندوق الأسود.. رفع مدير المخابرات المصرية عينيه في هدوء ، يتأمل رجل المخابرات الواقف أمامه ، بقامته الفارهة . و قوامه الممشوق ، وكتفيه العريضتين ووجهه الوسم الهادئ ، الذى يجمع فى مزيج عجيب ما بين الحزم والقوة والسخرية والاستهتار ، ثم أشار إلى المقعد المجاور له ، وقال وهو يحول عينيه عن رجل المخابرات : - اجلس يا ( ن - ١) .. هناك مهمة عاجلة ، تحتاج إلى رجل مثلك . جلس ( أدهم صبرى ) فى هدوء ، وابتسم وهو يقول : - إننى أتشوق لذلك يا سيدى ، فمنذ عودتي إلى الصفوف فى الشهر الماضى ، لم تسند إلى أية مهام مثيرة . مط مدير المخابرات شفتيه ، وغمغم في هدوء : - مهمتك هذه المرة ستكون أكر من مثيرة يا (ن ١). ثم اعتدل ، وشبك أصابع كفيه أمام وجهه ، وهو يستطرد : - أمس فجرا غزت مجالنا الجوى طائرة استطلاع وتصوير مجهولة الهوية ، على ارتفاع شاهق ، وأطلقنا خلفها صواريخنا المضادة للطائرات ، فراوغت ، وناورت في مهارة ، ونجحت في الإفلات منها، ولم يكن أمام قوات الدفاع الجوى حيننذ إلااعتراضها بطائر ات مقاتلة ، فأصابتها وأسقطتها. عفد ( أدهم ) حاجيه ، وهو يغمغم : - من أسقط من؟ غمغم مدير المخابرات فى استنكار : - طائراتنا أسقطتها بالطبع يا( أدهم) .. هل تشك في كفاءة مقاتلينا ؟ هز ( أدهم ) كتفيه ، وقال : - لا بالطبع ، ولكننى ظننت أن هذه النتيجة تلغى وجود مهمة ما . قلب مدير المخابرات كفيه ، وقال : - إن هذا هو المفروض يا( ن ١)، ولكن الطائرة لم تسقط هنا